تمهيد
شهدت أوربا غداة الحرب العالمية الأولى تحولات سياسية وترابية واقتصادية كان
لها انعكاس سلبي على تطور الاقتصاد الأوربي ولم تستطع المعاهدات التي أعقبت الحرب
إخماد التوتر مما أدى إلى استمرار الأزمات الدولية.
à فكيف تم إقرار الصلح والسلام وما أبعادهما؟
à وما طبيعة تلك التحولات التي عرفتها أوربا خلال تلك المرحلة؟
à وكيف أثرت الحرب على مكانة أوربا في العالم وعلى أوضاع المستعمرات؟
1-
مؤتمر السلام
ومعاهدات الصلح وأبعاد كل منهما:
1-1: مؤتمر السلام ومعاهدات الصلح
مع الأطراف المنهزمة:
û أ)مؤتمر السلام: انعقد مؤتمر السلام بقصر فرساي بباريس مابين 12 و28 يونيو
1919 بحضور دول الحلفاء المنتصرة في الحرب للتداول في شأن إقرار السلام وكانت
المداولات حكرا على مجلس الأربعة الكبار وعرف المؤتمر انقسام الأوربيين حيث عملت
فرنسا على إضعاف ألمانيا بينما أصر الانجليز على الحفاظ على مبدأ التوازن وطالبت إيطاليا بتحقيق مطالبها الترابية.
û معاهدات الصلح المفروضة على حلفاء ألمانيا:
( أنظر الجدول بالصفحة 17 )
النشاط الثاني: معاهدة فرساي وأبعادها:
Ü لقد تضمنت معادة فرساي إلى جانب معاهدات الصلح شروطا قاسية على ألمانيا
وحلفائها بل وعملت على تعزيز المصالح الظرفية للدول المنتصرة فحملت بذلك في طياتها
بذور نزاعات مستقبلية
المقطع الثاني: التحولات السياسية الكبرى في أوربا والعالم غداة الحرب
العالمية الأولى:
النشاط الأول: التحولات السياسية والترابية على صعيد أوربا:
طرأ على المشهد السياسي والترابي لأوربا غداة الحرب العالمية الأولى عدة
تغيرات تمثلت في:
Ø خلق كيانات سياسية جديدة من بينها بولونيا يوغوسلافيا تشيكوسلوفاكيا
هنغاريا بولونيا...الخ
Ø توسيع الحدود الترابية للدول المنتصرة خاصة فرنسا
Ø انهيار الإمبراطوريات التقليدية خاصة الرايخ الثاني في ألمانيا،
الإمبراطورية النمساوية الهنغارية ، النظام القيصري بروسيا...الخ
Ø بروز الاتحاد السوفيتي كقوة اقتصادية شرق أوربا.
Ø إنشاء منظمة عصبة الأمم من أجل الحفاظ على السلام الدولي.
Ü لقد عكست هذه التحولات مصالح الدول المنتصرة في الحرب الأمر الذي يبقي
الخريطة الحالية مهددة بالانفجار
النشاط الثاني: مكانة أوربا بعد الحرب العالمية الأولى:
تعرض الاقتصاد الأوربي لانهيار
كبير ومن مظاهر هذا الانهيار:
? تراجع مكانة أوربا في التجارة العالمية مابين 1913 و1924م
? الاستدانة من الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن العوامل المفسرة
لذلك:
? ثقل الخسائر البشرية والمادية: حيث فقدت الدول المتحاربة 10مليون
نسمة في المعارك كما ترجع
الإنتاج الصناعي والإنتاج الفلاحي بسبب إغلاق بعض المعامل واتخاذ الأراضي الفلاحية
ساحات للمعرك
? بروز قوى رأسمالية جديدة خارج أوربا حيث استفادت الوم أ من تزويد أوربا
طيلة الحرب بالعتاد والمؤن واستفاد اليابان من تراجع تجارة الدول الأوربية مع
الشرق الأقصى
? تجزئة المجال الأوربي نتيجة معاهدة الصلح وتنامي الحواجز الجمركية
? فقدان الأسواق التقليدية بكل من أمريكا اللاتينية وروسيا
? تنامي الانقسامات السياسية و التوترات الاجتماعية
? يقظة الوعي الوطني في المستعمرات نتيجة الاستغلال الاستعماري المتزايد
النشاط الثالث أوضاع المستعمرات غداة الحرب العالمية الأولى:
عانت شعوب المستعمرات من تشديد
الاستغلال الاقتصادي عليها لتغطية نفقات الحرب فنتج عن ذلك مجاعات خطيرة هلك على
إثرها 20 مليون نسمة بالمستعمرات وعند توقف الحرب لم تتحسن أوضاع المستعمرات بل
تزايد استغلالها لإعادة بناء الاقتصاد الأوربي المنهار وقد أدى ذلك إلى إذكاء
الوعي القومي لدى الشعوب المستعمرة فتكونت بها حركات مناهضة للاستعمار كالصين
والهند الصينية وإفريقيا الشمالية والشرق العربي.
خاتمة:
هكذا تكون الحرب العالمية
الأولى قد حولت موازين القوى في العالم وساهمت في احتدام الصراعات وفشلت في تحقيق
سلام حقيقي مما مهد السبيل لظهور موجة ديكتاتورية أخذت تجتاح أوربا منذ بداية
عشرينيات القرن الماضي