الوضع الدولي لمدينة طنجة في عهد الحماية
ما سياق تدويل طنجة وأبعاده العامة؟
ماهي ردود فعل سكان طنجة إزاء التدويل وإسهامهم في الكفاح الوطني؟
المحور الأول: تدويل طنجة وأبعاده العامة:
النشاط الأول: سياق تدويل طنجة:
ترجع جذور الاهتمام الدولي بطنجة إلى سنة
1794 بإنشاء مدرسة البعثة الكاثوليكية الإسبانية بالمدينة وانتقال القنصل الفرنسي للإستقرار
بها ثم توالت بعد ذلك الأحداث حيث تعرضت المدينة لقصف فرنسي سنة 1844 بحجة دعم المغرب
لعبد القادر الجزائري وفي سنة 1864 تأسست مدرسة الرابطة الإسرائيلية العالمية ومع بداية
ق 20 وقعت إسبانيا وفرنسا إتفاق سري حول الوضع الخاص بطنجة وإلى غاية 1912 فقد كانت
المدينة تحت حكم المخزن الشريف وفيما بين 1912 و 1923 كانت المدينة تخضع لوضعية خاصة
وبتوقيع معاهدة باريس سنة 1923دخلت طنجة في ظل النظام الدولي
النشاط الثاني: أبعاد تدويل طنجة:
بالرغم من كون اتفاقية باريس الموقعة سنة
1923 تنص على أن النظام الدولي لطنجة لا يمس بحقوق سيادة السلطان فقد أصبح الأجانب
وحدهم هم سادة هذا النظام القائمين عليه والمسيرين له والمنتفعين به وبمزاياه سياسيا
واقتصاديا ولم يبق للدولة المغربية في هذا النظام إلا الإسم
من الملاحظ أن جميع المرافق خضعت للتدويل
ومن المؤشرات الدالة على ذلك على مستوى المؤسسات التعليمية تأسيس ثانويات ودارس أجنبية
من بينها ثانوية سانت أولير الفرنسية ومدرسة ألفونسو الثامن الفرنسية وغيرها وعلى مستوى
العملات ظهرت بجانب الفرنك المغربي البسيطة الإسبانية والدولار الأمريكي والفرنك الفرنسي
كما ظهرت عدة صحف وإذاعات أجنبية
مؤسسات الإدارة الدولية لطنجة:
إدارة مخزنية: يترأسها مندوب السلطان
إدارة دولية: تتألف من مجلس تشريعي ذو سلطة تشريعية
وتنظيمية ولجنة مراقبة مكونة من قناصل الدول الموقعة على ميثاق الجزيرة الخضراء وسلطة
تنفيذية يمثلها حاكم المدينة.
وعلى المستوى الاقتصادي فإن النظام
الدولي لطنجة عزل المدينة عن مصادر رواج مينائها وهكذا أصبح ميناء الدارالبيضاء سنة
1923 يمثل حوالي ست مرات حجم رواج ميناء الدار البيضاء وعلى المستوى الاجتماعي فقد
أثرت الحرب العالمية الأولى على المدينة وتزايد عدد المهاجرين الأوربين نحوها .
المحور الثاني: ردود فعل سكان طنجة إزاء
التدويل وإسهامهم في الكفاح الوطني:
ساهمت فعاليات مختلفة في تنشيط الحركة الوطنية
بطنجة من أهمها جمعية الشروق التي تأسست منذ سنة 1926 والجمعية الهلالية التي تأسست
سنة 1928 وكلها جمعيات تهدف إلى نشر الفكر الوطني في صفوف المغاربة كما شكلت زيارة
الأمير شكيب أرسلان إلى المدينة سنة 1930 حدثا هاما خاصة وأنه من دعاة القومية العربية
وبناء العالم العربي الموحد وهو مايفسر سعي السلطات الفرنسية لإخراجه من المدينة.
كما أن الصحافة الوطنية التجأت إلى طنجة
باعتبارها الجزء الوحيد من البلاد الذي يمكن الوطنيين التخلص من موجة القمع ضدهم في
المنطقتين الإسبانية والفرنسية ومن بين هذه الصحف نجد “صوت الشعب” “صوت المغرب” …
وبزيارة المغفور له محمد الخامس إلى مدينة
طنجة سنة 1947 أصبحت المدينة عاصمة من عواصم الكفاح الوطني بل وأصبحت مسرحا لمظاهرات
واصطدامات عنيفة في مطلع الخمسينيات.