تمثل العولمة نوعا من التداخل الكثيف في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية بين مختلف دول العالم ارتبط تطورها أساسا بتكنولوجيا الاتصال والمعلومات التي حولت العالم إلى قرية صغيرة وهي مرحلة متقدمة من مراحل تطور الحضارة الرأسمالية التي تحاول تصدير المؤسسات والثقافات التي ولدتها إلى المجتمعات الأخرى.
à ما الآليات الموظفة في تدبير المجال العالمي؟ ومن هم الفاعلون في ذلك؟
المقطع الأول: ظاهرة العولمة وواقعها بالمجال العالمي:
النشاط الأول: مفهوم العولمة وأبعادها:
û العولمة ترجمة للمصطلح الإنجليزي globalisation وتحليل الكلمة بالمعنى اللغوي تعني تعميم الشيء وإكسابه الصبغة العالمية وتوسيع دائرته ليشمل العالم ككل كما عرفها صندوق النقد الدولي بأنها التعاون المتنامي لمجموع دول العالم والذي يحتمه حجم التعامل بالسلع والخدمات إضافة إلى رؤوس الأموال والانتشار المتسارع للتقنية بالعالم .
û أبعاد العولمة: يتخذ مفهوم العولمة عدة أبعاد (أنظر الخطاطة رقم 1)
النشاط الثاني: الواقع الراهن للعولمة في المجال العالمي:
þ تتوزع ظاهرة العولمة في المجال العالمي بشكل متفاوت حيث يمكن أن نميز مابين بلدان مندمجة بعمق في العولمة وبلدان منخرطة في مسلسل العولمة وبلد خارج دائرة العولمة. (أنظر الخطاطة رقم2)
المقطع الثاني: الآليات والفاعلين في المجال العالمي في زمن العولمة:
النشاط الأول: آليات العولمة(آليات اقتصادية وتقنية)
?
الآليات الاقتصادية:
ü
تتمثل في تحرير المبادلات التجارية
الدولية بإزالة الحواجز الجمركية والتخلي عن السياسة الحمائية (فتح الحدود أمام
تدفق السلع والخدمات الأجنبية)
ü
وخوصصة القطاعات الإنتاجية وتفعيل
المبادرة الحرة
ü
منح حرية تملك وسائل الإنتاج من طرف
الشركات والأفراد الأجانب وتحرير سعر الفائدة في سوق النقد وجعله خاضعا لقانون
العرض والطلب.
?
الآليات التقنية: تتلخص في :
ü
حدوث تقدم تقني في كافة البرية
والبحرية والجوية وبالتالي اختصار المسافات الجغرافية واتساع رقعة المبادلات
وتسهيل التواصل بين سكان المعمور،
ü
حدوث ثورة تكنولوجية هائلة في وسائل
الاتصال الأقمار الاصطناعية الإنترنت الفاكس...وغيرها
ü
وأخيرا في مجال الإعلام حدثت ثورة
هائلة في وسائل الإعلام (الصحافة المرئية الصحافة المكتوبة الصحافة الالكترونية +
سرعة نقل الأخبار+ ظهور التجارة الالكترونية + ومجتمع الإعلام..)
النشاط
الثاني: الفاعلين في المجال العالمي في زمن العولمة: (فاعل اقتصادي اجتماعي
مؤسساتي)
أ)
الفاعل الاقتصادي: من أبرز الفاعلين الاقتصاديين نجد:
Ø
الشركات متعددة الجنسيات: وذلك
بالاتحاد فيما بينها لفرض قوانين مالية واقتصادية تخدم مصالحها في مجالات السوق
تداول العملات الاستثمارات ترويج السلع...
Ø
المدن العالمية: حيث تعتبر أكثر
اندماجا في السوق العالمية وتحتضن مراكز الشركات متعددة الجنسيات والبورصات
العالمية ومن أهمها طوكيو لندن نييويورك...الخ
Ø
المستثمرون
ب)
الفاعل المؤسساتي : من أهم الفاعلين المؤسساتيين نجد:
?
الدول والقوى الاقتصادية الكبرى: حيث
تساهم في جلب الاستثمارات الأجنبية وتكوين الموارد البشرية وإنشاء البنيات التحتية
وتوفير الاستقرار السياسي.
?
المؤسسات الدولية : من أبينها صندوق
النقد الدولي (بالمساهمة في في نشر نظام العولمة في المجالين المالي والتجاري
ومراقبة السياسة الاقتصادية والمالية لبلدان العالم) ومنظمة التجارة العالمية(عن
طريق وضع قواعد عامة للتبادل التجاري ، تحرير التجارة العالمية والعمل على اندماج
البلدان الأعضاء في الاقتصاد العالمي.)و البنك الدولي( بتمويل المشاريع ومنح قروض
مشروطة لدول العالم النامي)
?
المنظمات الجهوية
ج)
الفاعل الاجتماعي:
ü
المنظمات غير الحكومية المناهضة
للعولمة مجموعات الضغط ...
خاتمة:
انطلاقا مما سبق نستطيع القول أن العولمة تتيح فرص كبيرة لتنمية
اقتصاديات البلدان المتقدمة لكنها وبالمقابل تفقد البلدان النامية التحكم في
أوضاعها الاقتصادية وتكرس من تبعيتها للدول الرأسمالية مما يفسر ظهور حركات مناهضة
لها.
